قرارات المنع المتكرر لتنقل الجماهير خارج مدينة مكناس : الأثر والاحتمالات

لا علينا، هذه النازلة بالاستهداف قد تكون حتى هي افتراضية وغير ذات جدوى وقيمة حقيقية، كما ورد في صفحة رئيس النادي في الخاصة (الفايسبوك) حيث أكد:" كان من السهل أن أتبنى خطابا شعبويا عاطفيا لدغدغة المشاعر، وكسبب تعاطف الجمهور، حيث أعبر عمَّا يريدون سماعه من قبيل أن جمهور النادي المكناسي مستهدف، وهنالك مؤامرة تُحاك ضده ...".

حقيقة دالة، إن عقوبة منع الجماهير من التنقل لدعم ومساندة فرقها المحلية من باب الاحتراز الأمني (لتجنب نشوب أحداث شغب وعنف خاصة في المباريات بالغة الحساسية بسبب العلاقة المتوترة بين أنصار مجموعة من الفرق ...)، لكن القرار ليس بذاك الحل السحري والأمثل الذي يمكن تمريره طيلة مباريات السنة (خارج الميدان)، بل هو حل استباقي يتأسس على تكهنات وتخمينات، يمكن ألاَّ تحدث في أرض واقع الحقيقة ( المنع: آلية للحد من أحداث الشغب سواء داخل الملاعب أو خارجها، حيث تسهر السلطات الأمنية على مواجهة هذه الأعمال التخريبية بإجراءات استباقية قبل المباريات الكبيرة والحساسة لمنع حدوث شغب بين الجماهير).

 ومن التساؤلات الملحة، تخوفات من التمييز بين جماهير على حساب أخرى، وأن تكون تلك القرارات (المنع) الصادرة من إدارة المؤسسات الترابية استعجالية وفي آخر لمسات السفر الجماعي للجماهير. هنا يشتد الجدال في استهداف ( فرق بعينها/ المظلومية/ الاضطهاد...) ويمكن أن تبدي لنا الأيام أن التمييز بين جماهير الفرق وارد في قرارات المنع. ويكون تبرير المنع (بأن حضور الجماهير قد يشكل تهديدا للأمن العام...) فمنع التنقل (العشوائي) قد يخدم مصالح أندية بعينها على أخرى، حيث ما مرة ( لم تُمنع جماهير بعض الفرق رغم علاقتها المتوترة بجماهير فريق مدن معينة " نموذج: وجدة/ بركان") !!

من أدبيات القانون أن يكون النص التشريعي مكتوبا ومقعدا دستوريا، لكن قرار منع التنقل يرتكز على وضعيات تدبير حالة الطوارئ والمصلحة العامة الفضلى. ورغم، فغالبا ما يكون عنف الملاعب ليس مبيتا بالنية المسبقة، بل قد يكون وليدة أسباب لحظية ومتنوعة داخل الملاعب، أو عند استعراض (الكورتاج) وما يليه من تنمر في التنقل والمواقع الاليكترونية الاجتماعية والفورية. 

ومن الشكاوي التي نستحضر من عقوبة المنع الشمولي، إنزال الحُكْم على الجميع بعدم الصلاحية لولوج الملاعب، في حين هنالك فئة يلحقها أثر المنع بحصول أعمال شغب، وتُحرم لزاما من مشاهدة ودعم فريقهم المفضل، وهي لا تصنع لا شغب الملاعب ولا الشهب النارية الملتهبة!!

 وفي توضيح لرئيس النادي المكناسي خالد تاعرابت حول (حالة المنع المتكرر) يقول:" حيث لا يمكن حل مشكلة بدون معرفة المسببات والأسباب... فإن المنع، هو قرار استباقي لتفادي شغب الملاعب المحتمل...والحل يَكْمن في إعمال العقل و الحكمة عبر التوعية، ويبقى التأطير (التكويني) أولى الخطوات التي يمكن أن تتجلى في استبعاد القاصرين من التنقل خارج الميدان، والتنسيق بين مكونات الجمهور قبل المقابلة (المقبلة) داخل الميدان وذالك من أجل إعطاء إشارات إيجابية و تبديد الهواجس الأمنية (المحتملة) ..."، هذا وقد أكد في تدوينة أخرى أن :" التعامل بالمثل مستقبلا مع الفرق التي تطالب بمنع انقل جمهور النادي" وارد،إنها بحق الحرب الآتية من بلاغات المنع والمنع المضاد.